(صرخة استغاثة)






 الحمد لله وبعد : نعيش ولله الحمد في نعم لا تحصى ، نأكل ونشرب ، نسجد ونركع ، نجد ما يستر عوراتنا ، نجد ما يسكن آلامنا ويداوي جراحنا نجد ما يبرد على أجسادنا ، نجد الأمن والأمان والإستقرار ، نجد ما نغتسل به ، نجد ما يروي العطش ويشبع الجوع وزيادة ، نجد فرشا نأوي إليها بعد التعب ، جل وسائل الراحة بين أيدينا ، حتى أن الواحد منا ليتخير في مأكله ومشربه وملبسه فينتقي ويختار ما لذ له وطاب ، فاللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

(صرخة استغاثة) ليكون أنين صداها واقع على قلوبنا :
أيها الإخوة : لمن كان له قلب ينبض بالإنسانية أو تعاطف وتراحم من منطلق الأخوة الإسلامية أو وقفة جادة من مبدأ الرجولة والحمية ، لمن كانت له قطرة إحساس أو جرعة من مشاعر ، ها هي الصومال تزداد جراحها نزيفا حتى أصبحت مأساة يتحدث عنها العالم بأسره "إنها مأساة إخوانكم المعروفة في الصومال "!

إنهم يموتون جوعا وعطشا ، لا يجدون ما يسكت آلام بطونهم و يرطب مسالك عروجهم ، إنهم لا يجدون ما يستر عوراتهم ، إنهم لا يجدون من يشعرهم أنه يسمع صوت آهاتهم و أوجاعهم ، إنهم لا يجدون من يمسح دموع أطفالهم ، إنهم لا يجدون من يخفف عن كبارهم ، مشاهد مؤثرة ومناظر معبرة ، من تأمل في حالها ومآلها لم يهدأ له بال ، فما بالكم بمن استشعر وقوفه خاضعا ذليلا (يوم يقوم الناس لرب العالمين)؟

أيها المسلم إن لم يتحرك جيش عاطفتك لإطلاق سلاح المساعدة والوقوف بجانب إخوانك في الصومال فمتى سيتحرك؟

أصحاب الجمعيات الخيرية ، أصحاب التصاميم ، حملة الأقلام ، الخطباء ، الدعاة ، أصحاب وأعضاء المنتديات والمواقع ، من يهمه الأمر هبوا لمساعدة إخوانكم قدر استطاعتكم ولتكن إستعانتكم برب العالمين ولا تنسوهم من صالح دعائكم.

وأخيرا تذكروا ، قال الله تعالى : (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) وقال تعالى : (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وقال نبيكم صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم : مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو : تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وقال صلى الله عليه وسلم : (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).

[والحمد لله أولا وآخرا]

Post a Comment